باب القنطرة بسور القاهرة الغربى دراسه حضاريه وثائقيه في ضوء وثيقة تنشر لأول مرة

يهدف البحث إلى دراسة باب القنطرة بسور القاهرة الغربي دراسة حضارية وثائقية في ضوء وثيقة مملوكية تنشر لأول مرة، سيما وأن أسوار القاهرة وأبوابها حظيت بالعديد من الدراسات الهامة، وكان أقل هذه الأجزاء من الأسوار بالنسبة لإهتمام الدارسين هو الجانب الغربى منها بما فيه من أبواب وأهمها هو باب القنطرة، والذي تلاشى حاليًا، ونظرًا للطبيعة العسكرية والحربية للأسوار والأبواب فقد نالت إهتمام الملوك والسلاطين وقت إنشائها باعتبارها من أعمال السيادة للدولة، وعندما تغيرت أساليب الحروب وأدواتها اختلف الأمر وانعدم الإهتمام بأسوار المدن وأبوابها، فلم تعطها الدولة أهميتها الأولى، ولم تمنع الأفراد من الإعتداء عليها بل وهدمها والبناء مكانها، يؤكد ذلك الوثيقة التي نقوم بنشرها لأول مرة، والتي تؤكد بناء مبنى على أرض برجي باب القنطرة بالسور الغربي للقاهرة، ورغم أن باب القنطرة ظل مستخدمًا للمرور والعبور للداخل والخارج من وإلى القاهرة في أواخر العصر المملوكي وأوائل العثماني، وفقًا للروايات التاريخية المعاصرة، وأن الوثيقة تشير إلى أن البناء كان على أرض برجي الباب، فمن المرجح أن المبنى أخذ نفس هيئة البرجين وأن المعمار ربط بينهما بساباط علوي ليسمح بالمرور من تحته، خاصة وأن هذا البناء قد هدم أو أُزيل مع مطلع القرن العشرين الميلادي، مما سمح للجنة حفظ الآثار العربية بعمل حفائر بموضع الباب عام 1920م، نتج عنها ظهور أساسات البرجين، وجزء من السور الغربي، وقد اتخذ البرجين نفس هيئة برجي باب الفتوح وباب زويلة، وهذا يؤكد أن هذه الأساسات اتخذت أساسًا للمبنى الذي أقيم فوقهما في العصر المملوكي، ونتيجة للتوسعات وشق الشوارع والميادين آنذاك فقد تم ردم الحفائر مرة أخرى على أمل أن تعيد اللجنة عمل الحفائر واستكمالها مرة أخرى، إلا أنه للأسف لم يعاد استكمالها.