هوية التصوير الإسلامي فى ضوء تصاوير الفسيفساء الأموية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب – جامعة حلوان

المستخلص

        بالرغم من تأثر الفن العربي الإسلامي بالفنون التى  كانت سائدة فى البلاد التى فتحها العرب قبل الإسلام، وكونت جزءا من الدولة الإسلامية، وهى الفن الساساني (الفارسي) والبيزنطي والروماني[i]، إلا أن الفن والتصوير الإسلامي احتفظ  بهوية خاصة به، فلم يأخذ كل ما صادفه فى فنون الحضارات السابقة من موضوعات وعناصر وأساليب، بل وقف منها موقف الفاحص الناقد، فتخلص من الجوانب المتعارضة مع عقيدته ومبادئه، وقام بعملية اختيار المتوافق منها ومزجه وتنسيقه مع عناصر وابداعات الفنانين المسلمين.   
       وتعتبر تصاوير الفسيفساء فى العصر الأموي(41ه-132ه/(661–744م)، وما أحتوته من تصاوير فنية فريدة، من أهم الفنون الإسلامية  وأقدمها، والتى  يتضح فيها شخصية فن التصوير الإسلامي وهويته، وأهم خصائصه التى تميزه عن فنون التصوير السابقة عليه،  بالرغم من  تأثره بهذه الفنون.  ومن أهم  خصائص فن الفسيفساء فى العصر الإسلامي، أنه استخدم فى زخرفة العمائر الدينية والمدنية على السواء، لكن أختلفت طبيعة التصاوير فى كلا منهما، ومن أمثلة تصاوير العمائر الدينية مبنى قبة الصخرة والجامع الأموي بدمشق، وتميزت زخارف الفسيفساء بالعمائر الدينية بالإبتعاد عن موضوعات التصاوير المقدسة (الأيقونوكلاسم) تماما. أما العمائر المدنية فكثر فيها صور الكائنات الحية ومن أمثلتها  قصر خربة المفجر.  وقد أثرت هذه السمات بعد ذلك فى كل العصور الإسلامية، فقد خلت العمائر الدينية من التصاوير الآدمية أو تصاوير الكائنات الحية سواء كانت مقدسة (صور لها صفة دينية) أو غير مقدسة. وأمتد ذلك إلى الإبتعاد بالمخطوطات الدينية عن تصاوير الكائنات الحية، سواء كانت متعلقة بالقرآن أو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو الفقة أو العبادات. وسوف نتناول هذا الموضوع لإبراز تميز  ووضوح هوية فن التصوير الإسلامي منذ بدايته على الرغم من تأثره بالفنون السابقة. 

الكلمات الرئيسية