جوانب الخير فى معبودات الشر فى بلاد الرافدين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث ماجستير – قسم الآثار – جامعة المنيا

المستخلص

مقدمة
عبد العراقيون القدامى معبودات كثيرة تقرب من الألفين والخمسمائة، تتباين على بعضها البعض فى الأهمية وأحياناً بالقدم. وعلى الرغم من غياب المعلومات الكافيه عن أصول ديانتهم فإن المعبودات نفسها توضح بأنها قد مرت بمراحل الحيوية والطوطمية قبل تكاملها فى العصر السومرى القديم.
امتاز الدين العراقى القديم بخصائص معينة، فإلى جانب تعدد المعبودات وكثرة أسماء بعضها (لمردوخ مثلاً خمسون اسماً فى قصة الخليقة) اعتقد العراقيون بحياة الآلهة المماثلة لحياة البشر عدا الموت والقدرات الخارقة، فهم يأكلون ويشربون ويتزوجون وينسلون ويأثمون بحق بعضهم لكنهم لايدركهم الهرم ولا الموت ولهم القدرة على القيام بأعمال إعجازية لا يستطيع البشر أداءها. لقد اتجة الإنسان السومرى إلى البحث عن القوى الخفيه الخيرة والشريرة التى اعتقد بتحكمها فى عالمه الدنيوى والأخروى، وبدأ فى محاولة تحديد مفهومها وإعداد مايلزم نحو اكتساب رضاها، وقد تحقق هذا الامر بالفعل فى الفكر الدينى السومرى الذى تميز بمستواه الإنسانى فى التصوير والتعبير، ولم يكن هناك إله شرير، بل أن الشر كانت تسببه فى العالم أرواح خبيثة ، ربما كانت أسمى من البشر ولكنها دون الآلهة ، ولم يكن يقام لها عبادة دينية بل كان الناس يحاولون مقاومتها وإتقاء شرها عن طريق ممارسة السحر.

الكلمات الرئيسية